![]() |
![]() |
جديد المجلة | أرسل مشاركتك |
المسابح و أحواض السباحة في ولاية قسنطينة تعيش الإهمال و أطفال لا يعرفون البحر
![]() أتى الصيف حاملا معه العطلة الصيفية فنجد الجميع يتشوق إلى البحر خاصة الأطفال لقضاء أياما جميلة يغيب فيها الواجب المدرسي و أوامر الأستاذ و المعلم و النهوض باكرا ، فكثير من الأطفال ينتظرون الصيف لينعموا بالراحة والمرح، و بينما يتحقق حلم بعض الأطفال، ترتمي فئة من أطفال الفقراء بين أحضان الشارع، فيجعلون من النافورات مسبحا يجابهون بها حرارة الصيف و يرفهون بها عن أنفسهم ------------------------------------- في ظل غياب المسابح و أحواض السباحة أضطر بعض الأطفال على استغلال الشلال الإصطناعي المقابل لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، أنشئ في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، كما استغل آخرون النافورة المقابلة لنزل إيبيس و نوفوتيل، و التي كانت قبل انطلاق التظاهرة الثقافية عبارة عن ساحة تسمى بـ: "دنيا الطرائف" تتوسطها مِنَصَّةٌ لتنظيم الحفلات و السهرات الفنية في فصل الصيف، و تضم أكشاك و مرحاض عمومي، و الحقيقة كانت تحفة فنية و في غاية من الجمال، لكن طالها الإهمال و تحولت إلى فضاء لبيع الشيفون و الخردوات، رغم أنها تقع في قلب المدينة ، فكان على السلطات المحلية أن تهدم و يعاد تهيئتها بعد إنجاز الفندقين، يحدث هذا في ظل الغياب الكلي للمسابح في ولاية تعتبر قطبا ثقافيا، و اختيرت من طرف اليونيسكو لتكون عاصمة للثقافة العربية، فالولاية تعاني من عجز كبير في المسابح و أحواض السباحة، و الموجودة فقد طالها الإهمال و التسيب. و يأتي مسبح سيدي مسيد على رأس القائمة، فعلى الرغم من موقعه السياحي ، حيث يقع أسفل مرتفعات غابية فهو ما يزال يعاني من عدة مشاكل، كما يعيش مسبح نادي الفروسية الإهمال، و الشيئ نفسه بالنسبة لمسبح سطح المنصورة و مسبح بلدية حامة بوزيان و مسبح بلدية ديدوش مراد، كما أن بعض المسابح يقصدها المنحرفون و الشواذ و باتت لا تصلح لإستقبال العائلات، بعض المسابح استهلك إنجازهه مبلغ يفوق 04 مليون دينار، و لكنها لا تؤدي دورها المنوط بها، فيما تعرف بعض المسابح شللا بسبب نوعية الشغال أثناء إنجازها، و نقف مثلا على مسبح عين عبيد الواقع في ساحة ضمن المركب الرياضي، فالمقاييس التي اعتمدت في بنائه لا تصلح للسباحة الهاوية، حيث يصل عمقه إلى أكثر من مترين، و بالإضافة إلى المسبح الموجود ببلدية عين اسمارة ، فهو مخصص للسباحة الإستجمامية موجهة للأطفال ، هو الآخر يعاني من عدة مشاكل، كونه يقع بين العمارات وسط البلدية، حيث شكل عائقا كبيرا للسكان. فإبقاء هذه المسابح على حالتها الكارثية تزيد من معاناة الشباب و خاصة الأطفال من أبناء العائلات الفقيرة ، و التي لا يُمَكِّنُهَا مدخولها الشهري من التنقل إلى المدن الساحلية، و قد أجبر أطفال هذه العائلات الفقيرة على جعل العطلة الصيفية فرصة للعمل تحت أشعة الشمس المحرقة و كسب مصروف الدخول الإجتماعي القادم، شريحة واسعة منهم تخلت عن طفولتها سعيا وراء لقمة العيش، مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق فتعرضوا للعنف والقمع حتى أصبحوا بحق أطفال شقاء وحرمان ... فلم يعرفوا شيئاً عن طفولتهم المدللة، إن حرمان هؤلاء من نعمة العطلة الصيفية ، قد يؤثر و بشكل ملحوظ على نفسية الأطفال و تردي أوضاعهم الإجتماعية ، و المتأمل لشوارع المدينة يرى لا محالة أطفالا في عمر الزهور يجوبون الطرقات بين السيارات و الأرصفة ، فمنهم من يبيع السجائر و حباة الفول السوداني (الكاوكاو) أو حراسة السيارات في الحظائر أو غسلها ، دخلوا عالما غير عالمهم.. و تطبعوا على حياة لم يبلغوها بعد، نزعوا من قاموسهم الطفولي كل ما له صلة بعالم اللعب و الإصطياف فكانوا ضحية ظروف هم ليسوا صانعيها ، و هم بذلك يرسمون لوحة للبؤس و الشقاء ، احتضنهم الشارع و منحهم كل مزاياه السيئة، كما وجد تجار الظلام ( تجار المخدرات) في هؤلاء الأطفال الصفقة المربحة للكسب السريع لأنهم يحصنونهم من مطاردة رجال الأمن، هذه الشريحة و إن كانت لها عائلة و سقف يأويها غير أنها مشردة في الشوارع طوال النهار بعيدة عن محيطها العائلي فتلجأ إلى السرقة و تعاطي المخدرات قد ينتهي بها المطاف إلى مراكز الأحداث. السؤال الواجب طرحه هو: ما الفرق بين طفل و آخر؟؟ طفلين يشتركان في تكوينهما البيولوجي و لكنهما يختلفان في ظروفهما الإجتماعية، طفل مع أبيه في سيارة مكيفة أو على شاطئ البحر و آخر تحرقه الشمس و هو يبيع الجرائد و السجائر في محطات الحافلات ما يجعلنا نتسائل لماذا هذه الفروقات؟؟.وإن كان هذا هو واقع طفل المدينة فما هو واقع طفل البادية أو الريف؟ و نحن نعيش عصر التكنولوجية و الإنترنت ما يزال بعض أطفال البادية لا يعرفون ماهي العطلة و ما هو البحر، و كيف يتطلعون إلى العطلة و أقدامهم لم تطأ عتبة المدرسة؟، أيامهم كلها عطل و على مدى الفصول، بحيث اقتصرت أعمالهم على رعي الأغنام و العيش في الخيام بعيدا عن حياة التمدن و كما هو باد على البدو الرحل، و إن كانت هذه الشريحة لا تعرف البحر بحكم الجهل الذي يطاردها هناك ظاهرة جديدة تعيشها بعض الأسر المتعصبة، فرغم أنها ميسورة الحال غير أنها تحرم أطفالها من لذة البحر معتقدة أن ذهاب أبنائها أو بناتها إلى البحر من المحرمات و دوس على التقاليد، و تناست بذلك حق الطفل في الحياة، فيقضي بعضهم العطلة الصيفية في اللعب مع أطفال الحي بالأوراق "الكارطا"، في ظل هذه الظروف و العوامل يبقى دور المسؤولين الذين بيدهم زمام الأمر في البلاد في هذا الموضوع الذي يبدو بالغ الأهمية، فولاية قسنطينة تفتقر إلى البحر لا ينبغي أن تبقى مسابحها مهملة. تقريرعلجية عيش نشر في الموقع بتاريخ : الاثنين 22 ذو القعدة 1438هـ الموافق لـ : 2017-08-14 أكتب تعليقك عن هذا الموضوع
اتصل بالكاتب
|
من أحاديث العشيات
اغتيال البروفيسور" فادي البطش" رحمه الله بقلم : سعدية حلوة / عبير البحر |
![]() |
موسوعة شعراء العربية بقلم : د فالح نصيف الحجية الكيلاني |
![]() |
أنا وخالدة بقلم : فضيلة معيرش |
![]() |
أحاديث العشيات جنة الشعراء و تفاحة الكتاب بقلم : الشاعر جيلالي بن عبيدة |
![]() |
اللسانيات التطبيقية: الرهانات والتطبيق في الدرس اللساني العربي في حلقة نقاشية بقسم اللغة العربية في جامعة عنابة الدكتور : محمد سيف الإسلام بـوفـلاقـة |
![]() |
هكذا استخدمت الإيديولوجية المرأة في عمليات التجسّس بقلم : علجية عيش |
![]() |
الجامعة الجزائرية و البلاغة العربية الدكتور : وليد بوعديلة |
![]() |
محنة المثقف في رائعة إسحاق بابل " الفرسان الحمر " بقلم : د.جودت هوشيار |
![]() |
مشاهد قبيل الشهادة...عفوًا أيّها الشهداء الشاعر : الشاعر عامر شارف / بسكرة . |
![]() |
وداعـــــا يا حـــــراس الجـــــزائر : تــعـــــــــــــزية تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك بقلم : السننية للدراسات الحضارية |
![]() |
ما ينشر في الموقع لا يعبر بالضرورة عن رأي المجلة. ميثاق الشرف الإعلامي للموقع |
جميع الحقوق محفوظة لمجلة أصوات الشمال 1439هـ - 2018م من انجاز وتصميم شركة الراشدية - www.rachidia.ca بكندا ![]() في حالة وجود أي ملاحظة نرجو منكم مراسلتنا على info@aswat-elchamal.com |